شمائل النبي صلى الله عليه وسلم

نسبه واصطفاؤه صلى الله عليه وسلم


الحديث الأول



عن العباس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم بلغه بعض ما يقول الناس


قال :فصعد المنبر فقال : "من أنا ؟ " قالوا : أنت رسول الله . فقال :

" أنا محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب ،


إن الله خلق الخلق ، فجعلني في خير خلقه ،


فجعلهم فرقتين فجعلني في خير فرقة ،


وخلق القبائل ، فجعلني في خير قبيلة ،


وجعلهم بيوتا ، فجعلني في خيرهم بيتا ،


فأنا خيركم بيتا وخيركم نفسا " [ رواه أحمد : 1/210 ، والترمذي (3532) وحسنه ]



وسبب ذلك جاء في روايه عند الترمذي والبزار : أن العباس قال:


قلت : يارسول الله إن قريشا جلسوا فتذاكروا أحسابهم بينهم


فجعلوا مثلك مثل نخلة في كبوة من الأرض. أي كصفة نخلة نبتت في كناسة من الأرض ،


والمعنى أنهم طعنوا في حسبه صلى الله عليه وسلم ، فلهذا سئل النبي صلى الله عليه وسلم :


"من أنا ؟ " قالوا : أنت رسول الله . . فلما كان قصده صلى الله عليه وسلم بيان نسبه


وهم عدلوا عن ذلك المعنى ، قال : " أنا محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب ... " الحديث .


والمعنى : إن الله خلق المخلوقات فجعلني في خير خلقه ،


وجعلهم فرقتين فجعلني من خيرهم فرقة ، أي : من أشرفها وهم الإنس ،


وخلق القبائل فجعلني في خير قبيلة ، يعني من قبيلة قريش ،


وجعلهم بيوتا أي بطونا ، فجعلني في خيرهم بيتا ، أي من بطن بني هاشم ،


وقوله صلى الله عليه وسلم : " فأنا " بفضل الله علي ولطفه في سايق علمه " خيركم بيتا "


أي : أصلا إذ جئت من طيب إلى طيب إلى صلب عبدالله ، بنكاح لا سفاح ،


" وخيركم نفسا " أي : روحا وذاتا إذ جعلني نبيا رسولا خاتما للرسل .



وصلى اللهم وسلم على سيدنا وحبيبنا محمد بن عبدالله عليه الصلاة والسلام