عندما رفضت لقائه هددني بنشر صوري
بكلمات الندم ودموع تنهمر ونفس متقطع يخرج من بين ضلوعها تنهنهت قليلا بعد أن واستها إحدى الزملاء لتسرد إلى "دنيا الوطن" قصتها المؤلمة وحالة الفزع والخوف التي كانت تعيشه ليلا نهارا , بعد تهديدها بالفضيحة ونشر صورها عارية عبر مواقع الانترنت وأجهزة الاتصالات الخلوية , هذه الحالة جعلت من حياتها جحيما لا يطاق , كانت تتمنى الموت في الدقيقة ستون مرة ,تتمنى أن تغفو على فراشها ولا تصحو إلا في حفرة تنقلها إلى دار الآخرة .
اعتدال كانت ترغب في مصادقة رجل متقدم في السن ليعوضها عن حنان الأب ويقدم لها المشورة وتكون له الفتاة المخلصة لأهلها وبعد عدة صداقات عابرة التقت برجل متزوج وله أبناء وتبادلا الحديث بناءا على طلبها بالاحترام المتبادل واستمرت العلاقة لفترة من الزمن ليس بطويلة ,تستشيره في عدة أمور تخص حياتها وأهلها
وكان يخاطبها بابنتي العزيزة فرأي صورها ورأت صوره حتى تطورت العلاقة للحديث عبر كاميرا الماسنجر
وبرغم أنها محجبة إلا أنها كانت تجلس أمامه بلباس البيت العادي وبدون غطاء الرأس .
تطورت العلاقة حتى تمكنوا من إنجاز جسر الثقة بينهما إلى أن فاجأها في احد الأيام يطلبها للقاء في احد الأماكن القريبة من جامعتها فترددت قليلا ثم التقيا ومرة بعد مرة إلى أن فاجأها بطلب غريب على حد قولها "طلبني للقائه في شقة لأحد أصدقائه فرفضت وأغلقت الجوال وتابعت يومي في الجامعة ثم عدت إلى البيت وفتحت الماسنجر وحاول معي مرة أخرى، لكني رفضت ذلك لأني تألمت وندمت الندم الشديد على ثقتي فيه، وعندما تأكد من رفضي للقائه كشف عن أنيابه وهددني بأنه سيفضحني في حال لم ألتق به".
أشارت اعتدال إلى انه لم أكترث لتهديده ولكنه فاجأني بامتلاكه تسجيلات فيديو للمحادثات التي كانت بيننا وبأنه سيفضحني وينشر كل المقاطع على شبكة الإنترنت والهواتف الخلوية النقالة صعقت جدا منه وحكيت القصة لصديقة عبر الانترنت التي أمدتني بملف فيروسات دمر كل ما يملكه من تهديدات وألغيت ايميلي وأجلت الفصل الدراسي وأغلقت شريحة الجوال خاصتي واختفيت لفترة طويلة وبعدها عاودت حياتي من جديد ولكن أتأثر جدا كلما أتذكر ذلك الوحش الذي افقدني الثقة في كل من حولي ولم أتردد في لحظة عندما ها تفتني الأخت وأوضحت لي حقيقة الأمر لمعالجة مثل هذه القضايا الاجتماعية التي تساهم في تثقيف الشباب وتوعيتهم لمثل هذا النوع من المشاكل التي تتعرض لها الفتاة في ظل غياب رادع أخلاقي وامني وقانوني على الشبكة العنكبوتية.
الأخصائي النفسي : انصح بعدم استخدام الكاميرا أثناء الدردشة
البحث في هذه المشاكل والقضايا طويل جدا وقد قدمت لكم بعض النماذج التي اخترتها لكم لهذا النوع من القضايا والمشاكل الكثيرة والمعقدة بحيث تتناسب مع واقعنا الاجتماعي وقد راعيت الكتابة بما يتناسب مع العادات والتقاليد والتي تعتبر قضايا نوعية من هذا القبيل في ظل غياب الرادع القانوني والرقابة الإدارية للانترنت في محاولة منا لتقديم الحلول على أمل أن نساهم في توعية الشاب والفتاة لمشاكل الابتزاز من ذئاب الانترنت التي تنهش أعراض البراءة , وقد تكلمنا على هذه القضية من عدة جوانب كان أهمها أن سلطنا الضوء على نوعية العلاقة بين الزوج والفتاة في مقابل ذلك علاقة الشاب بالزوجة لنبسط للجميع طبيعة المشكلة ذاتها من جميع الزوايا آملين أن يصل نداؤنا للجميع ليتجنبوا خطر الوقوع في مثل هذه المشاكل .
الأخصائي النفسي د نعيم داوود من مركز غزة للصحة النفسية يدعوا الذين يستخدمون برامج الدردشة لتوخي الحذر الشديد خصوصا البنات وينصحهم باستخدامها لتبادل الآراء وإظهار المواهب و لبناء شبكة اجتماعية فقط مع أشخاص يعرفونهم جيدا ويدركون من هم، وكيفية التعامل معهم .ويضيف د نعيم لابد ان يكون للأهل في البيت الدور الأكبر والاهم برقابة ومتابعة لأبنائهم عندما يتواجدون مقابل شاشة الحاسوب،وإذا أمكن تحديد نوعية العلاقات". وينصح د نعيم داوود بعدم استخدام الكاميرا عند استخدام برامج الدردشة لأن ذلك يكشف عن الأمور الخاصة والبيتية، التي من الممكن أن تسبب العديد من المشاكل،كذلك من الممكن أن تتكلم مع شخص قام باختراق حاسوب زميلك،وأنت لا تدرك ماذا سيكون مصير مقاطع الفيديو التي تم التقاطها".
وفي حديث موجه للفتيات , أفاد د داوود ل"دنيا الوطن": الفتاة التي تتمرد على أسرتها وتسلك مسلكاً جريئا في تصرفاتها وتكذب على أهلها وتتستر على أعمال, هي تعلم جيداً أنها ضد رغبة الأهل بل ضد كرامة الأسرة .فهي فتاة سيكوباتية بمعنى أنها شخصية غير اجتماعية لديها ميول انحرافية تبحث عن اللذة الفورية ولا تتعلم من أخطائها وتخرق القوانين وتتحدى القيم الدينية والاجتماعية والأسرية.
وهذا يدفعنا إلى السؤال: هل تميل الشخصية السيكوباتية إلى هذا المسلك لمجرد أن الأسرة أشعرتها بالحرمان العاطفي ولم تروها نفسياً خلال فترة الطفولة؟
والإجابة انه من المؤكد أن هذه الشخصية هي شخصية انحرافية من الأصل وتصرفاتها ليست لها علاقة بمشاكل اجتماعية داخل الأسرة أو بأسلوب تربوي معين، فالشخصية السوية، مهما تعرضت لأي ضغوط من الأسرة أو حرمان أو تجاهل أو إهمال، فهي لن تحاول التصرف بهذه الجرأة والانتقام من نفسها أو من أسرتها، ولن تتأتى لها الشجاعة أبدا على عصيان والديها أو الكذب عليهما أو وضعهما في وضع يسئ إلى سمعتهما وكرامتهما.